[size=16]بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:[/size]
فكفالة اليتيم من
الأمور التي حث عليها الشرع الحنيف، وجعلها من الأدوية التي تعالج أمراض
النفس البشرية ، وبها يتضح المجتمع في صورته الأخوية التي ارتضاها له
الإسلام

قال تعالى :
( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ )

وقوله تعالى:
( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا
أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (


ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشاربالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري. وقال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]، ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى وهو نظير الحديث الآخر بعثت أنا والساعة كهاتين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ]
رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري
. وقال الألباني صحيح لغيره. انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676 .

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وقال الألباني حسن لغيره . انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم ، وغير ذلك من الأحاديث.

يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:
كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية ..!



طبعاً اذا ضمّ الكافل اليتيم الى اسرته .. فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ .. فهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم
معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك ، وهذه الكفالة كانت
الغالبة في عصر الصحابة كما تبين لي من استقراء الأحاديث الواردة في كفالة الأيتام، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم.

واذا كان الشخص كافلاً لليتيم بالأنفاق عليه مع عدم ضمّه الى اسرته كما هو
حال كثير من أهل الخير الذين يدفعون مبلغاً من المال لكفالة يتيم يعيش في
جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك، فهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى،
لذالك فان من يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعتنى بالأيتام يعتبر
حقيقة كافلاً لليتيم وهو داخل إن شاء الله تعالى في قول النبي صلى الله
عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ).[size=16]
[/size]